كفى عبادة أصنام

يقول يوحنا في (1يو1 : 25) «أيها الأولاد أحفظوا أنفسكم من الأصنام» ومكتوب أيضًا في رسالة كورنثوس الأولى 10: 14 “لِذلِكَ يَا أَحِبَّائِي اهْرُبُوا مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ”.

المثير للدهشة أن من كتُبت لهم هذه الوصية كانوا مؤمنين، وبعضهم خدام، ولم يكن هناك صراع بداخل هذه الكنائس لأجل عبادة الأوثان، لذا أعتقد أن المقصود هنا ليس عبادة الأوثان بالمفهوم التقليدي ولكن كما ذكر بعض المفسرين أنها العبادة لأي شيء بعيدًا عن الله وبعيدًا عن الحرية الممنوحة لنا في المسيح.

فتأليه الأفكار وتصنيمها (أي جعلها جامدة وغير قابلة للتطور أو التغيير) يجعل منها أصنام، وفي حقيقة الأمر فإن طبيعتنا البشرية ، والآلية التي تعمل بها عقولنا تميل دائمًا إلى صناعة قالب ثابت غير قابل للتغيير. في رأيي السبب في ذلك يرجع إلى السعي لممارسة محددة أو وصفة (خلطة) ناجحة من وجهة نظرنا في التقرب إلى الله وإرضاؤه. في حين أن التواصل مع الله يتطلب منا أن نكون في حالة تجديد واتساع مستمر لاستيعاب عمل الروح القدس فينا.

أفكار صنمية

في طريق حريتنا التي منحها لنا الرب يسوع، نحتاج أن نراجع ونفحص أنفسنا باستمرار، ما هي الأفكار التي تحولت بالنسبة لنا إلى أصنام؟

في رحلة الفحص والتمحيص هذه، سنجد أن هناك أفكار لاهوتية عن الله أصبحت أصنام.

وسنجد أن هناك أفكار عن إنسانيتنا ومجتمعاتنا هي أصنام نتعبد لها ليل نهار ولا ندرك هذا.

سنجد أن هناك أفكار عن أنفسنا ونظرتنا لأنفسنا ونظرة الله لنا أصبحت أصنام.

حتى تصوراتنا عن النصوص الكتابية أصبح بعضها أصنام.

رومية 12

فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ.

وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ.

هناك أصنام كثيرة نحتاج أن نفتش عنها، لا أن نخبئها تحت عباءات مختلفة ظانين أنها من ستنجينا.

فالإيمان الأعمى لن ينقذ أحد،

والعلاقة الحية مع الله ليست في عبادة الأصنام ولكن في السعي كل يوم لمعرفته،

سندرك قيمة الحرية ونحن نسقط صنم تلو الأخر،

لدي سؤال أفكر فيه دائمًا.

ما هي الركيزة التي يستند عليها إيمانك بالسيد المسيح؟

هل على مجموعة أصنام هي عبارة عن منظومة أفكار لاهوتية شائعة، أم على شخص المسيح نفسه؟

تعرفون الحق والحق (وحده) هو من سيحرركم..

في رأيك، ما هي الأفكار التي أصبحت أصنام بالنسبة لنا؟