من أين تعرفني؟

قَالَ لَهُ نَثَنَائِيلُ:«مِنْ أَيْنَ تَعْرِفُنِي؟» أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُ:«قَبْلَ أَنْ دَعَاكَ فِيلُبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّينَةِ، رَأَيْتُكَ». (يوحنا ١: ٤٨)

لَمْ تَخْتَفِ عَنْكَ عِظَامِي حِينَمَا صُنِعْتُ فِي الْخَفَاءِ، وَرُقِمْتُ فِي أَعْمَاقِ الأَرْضِ. (المزامير ١٣٩: ١٥)

قصة الله مع الإنسان فيها مواقف و فصول يمكننا أن نطلق عليها “تحت شجرة التين”، مواقف تشهد عن عناية ومحبة من الله و يدرك الإنسان ذلك عندما تنفتح بصيرته الروحية ويتقابل مع الله فيرى كيف كان الله مرافقاً له ويهتم به.

في هذه المواقف و الفصول يوجد الحيرة والارتباك، والبحث والأسئلة، والسير في رحلة الحياة مع محاولات استكشاف الاتجاهات، و بناء جسر ينطلق من ذكريات الماضي ويمتد نحو احلام المستقبل.

ثم يأتي فصل جديد، حيث يتم اللقاء مع يسوع فينبض القلب بالنبضات، و ينطلق فصل جديد من الرحلة، رحلة الحب وتخطي التحديات وترويض المستحيلات، عندما تستيقظ الروح، وينفتح القلب ليسوع.

كان نثنائيل دائمًا باحثاً. أمضى أيامه تحت شجرة التين ، يفكر في أسرار الحياة ويبحث عن إجابات. لكن على الرغم من اجتهاده، ظل غيرراضٍ فهو لم يجد المسيح بعد.

وفي يوم لن يستطيع نثنائيل أن ينساه فاجئه فيلبس بالخبر السار لقد وجدنا المسيح. لم يصدقه نثنائيل فهو يعلم أن المسيح سيأتي من بيت لحم و ليس من الناصرة. لم يجادله فيلبس و قال له فقط تعال و انظر.

في البداية، كان نثنائيل متشككًا، ولكن عندما تكلم معه يسوع، تحرك قلبه وانفتحت بصيرته بداخله. أدرك نثنائيل أنه وجد ما كان يبحث عنه طوال الوقت.

شعر نثنائيل بالتحول. كان يعلم أن حياته لن تكون أبدًا كما كانت. لقد شعر بإحساس جديد بالهدف والاتجاه، وكان حريصًا على مشاركة أخبار لقائه مع الآخرين.

من ذلك اليوم فصاعدًا ، كرس نثنائيل حياته لاتباع يسوع. أمضى أيامه في السفر مع أصدقائه الجدد، لنشر رسالة الأمل والحب.

عرف نثنائيل في قلبه أنه كان بالضبط حيث كان من المفترض أن يكون. لقد وجد دعوته وهدفه ومنزله الحقيقي كان يعلم أنه سيكون هناك المزيد من التحديات في المستقبل، لكنه كان واثقًا من أنه قادر على مواجهتها بالقوة والشجاعة التي أعطاه إياها يسوع. وكان يعلم أنه بغض النظر عما ينتظره ، فسيكون لديه دائمًا حب وإرشاد ربه ومخلصه.

تحت التينة كان الاشتياق و الحيرة و البحث مع التساؤلات

تحت التينة كان الهمس والدفء و بدء الرحلة والذكريات

تحت التينة كان الرجاء و العطاء والأمان و توقع الانتصارات

تقابل مع المسيح في الموعد و اخفق القلب بالنبضات

بدأ فصل جديد من الرحلة، رحلة الحب رغم التحديات

تلاقت الأرواح و استسلم القلب لمن يحب و يقيم الاموات

هاني نعيم