حريتنا من السيطرة الدينية البشرية

دعانا الآب في المسيح إلى الحرية – حرية أولاد الله. جرد المسيح كل رباط موت بموتنا معه على الصليب وقيامتنا معه خليقة جديدة في المسيح، أعضاء في جسده الروحي لا سلطة لأي ناموس علينا إذ فيه و معه تحررنا من اي سلطان سواه.

و اشتركنا في جسده مع ملايين من البشر الذين بالإيمان نالوا الموت و القيامة في المسيح. فإنتهى أي سلطان يحكم فينا ماذا نلبس و ماذا نأكل و ماذا نمس او لا نمس. حتى سلطان العقيدة حررنا منه.

لكن الجسد الذي مازال يجرنا إلى العبودية يجعلنا خائفين من هذه الحرية فنطلب كبشر الأمان في الجماعة، في الوطن، في السلطات الدينية. فمازال الإنسان يذهب لأصحاب السلطة الدينية ليسألهم عما يجوز وما لايجوز، عن العقائد، عن الطقوس و عن الممارسات الدينية. مازال المؤمنون يبحثون عن النسخة المعتمدة من الدين من ذوي السلطة الدينية. و بها يعكف المؤمنون على تقييم و من ثم الحكم على كل صاحب فكر ما إذا كان فكره منحرف أم قانوني.

لكن لا بديل عن الحرية التي في المسيح لأنه هو وحده المقياس و الديان و الحق. من يأتي له و يتبعه لا يضل لكن يسير في النور.

لم يأت المسيح ليقيم علينا أوصياء كالكتبة والفريسيين نلجأ لهم فيتسلطوا علينا. جاء المسيح ليكون شريكا لنا في حياتنا يحيا فينا و يرشدنا بروحه الحي لا بحرفية الوصايا. و بدلا عن تسلط الكتبة والفريسيين والكهنة اصبح جسد المسيح مكونا من أعضاء مشتركة معا في قيادة الرأس الواحد يسوع المسيح.

لا تبحث عن سلطان روحي لأحد عليك. فقط يسوع المسيح له السلطان و كل بشر آخر في جسد المسيح هو عضو حياته من المسيح.

“فَقَالَ لَهُمْ: «مُلُوكُ ٱلْأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَٱلْمُتَسَلِّطُونَ عَلَيْهِمْ يُدْعَوْنَ مُحْسِنِينَ. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ هَكَذَا، بَلِ ٱلْكَبِيرُ فِيكُمْ لِيَكُنْ كَٱلْأَصْغَرِ، وَٱلْمُتَقَدِّمُ كَٱلْخَادِمِ.”

لُوقَا‬ 22‬:25‬-26

بقلم: نادر