هل الموت الجسدي نتيجة الخطية؟
سادت في الكنيسة في معظم العصور أن بخطية آدم دخل الموت بشقيه الروحي و الجسدي إلى العالم وقد ترجم المسيحيون هذا الأمر إلى أن الموت الجسدي لم يكن موجودا قبل خطيئة آدم وهذا معناه أن كل الحيوانات التي خلقت قبل آدم كانت تحيا بدون أن يحد حياتها أي مرض أو موت أو إفتراس و بسبب خطيئة آدم فقط بدأ الموت يحدث في الخليقة.
هل هذه هي الحقيقة؟ هل هذا ما عنيه الروح القدس من خلال الكلمة المقدسة بأن الموت دخل العالم فقط بسبب خطيئة آدم؟ “مِنْ أجلِ ذلكَ كأنَّما بإنسانٍ واحِدٍ دَخَلَتِ الخَطيَّةُ إلَى العالَمِ، وبالخَطيَّةِ الموتُ، وهكذا اجتازَ الموتُ إلَى جميعِ النّاسِ، إذ أخطأ الجميعُ.”
روميَةَ 5:12
أحب أن أقدم هنا تساؤلات تشجع على البحث والفكر أكثر من الوصول إلى تقرير قناعة معينة مسبقا و بدون إسهاب في الإثباتات و الحجج اللاهوتية و العلمية.
أن الدراسات العلمية الحديثة والتي تستحق الدراسة و الإحترام من البيولوجيا و التاريخ الطبيعي تقترح فهم أن الموت والحياة متضامنين معا حيث لا يمكن أن يكون هناك حياة بدون أن يكون هناك موت. فلا يمكن للجسم أن ينمو و أن خلاياه تنقسم بدون أن تموت الخلايا القديمة ويحدث استبدال للميت بالحي. وكذلك يجب أن يموت النبات حتى يأكل ويحيا الحيوان والإنسان. كما تعلمنا دورة الحياة في الطبيعة أن وجود أعداء طبيعيين من حيوانات مفترسة يحفظ الإتزان البيئي للحيوان و النبات. و يحدثنا التاريخ بموت ملايين من الكائنات و وسلالاتها عبر ملايين من السنين قبل ظهور الإنسان. كما رأينا كيف انقرضت سلالات الديناصورات مخلفة وراءها تكوينات بترولية ما زلنا نستخدمها في يومنا هذا. ومن ثم يجب علينا كمسيحيين أن نعترف بقوة كلمة الله في الكتب المقدسة وكذلك نحترم العلم و أن نعيد فهمنا بصورة منطقية معنى دخول الموت إلى العالم بالخطية.
هل يمكن أن نصل إلى الاستنتاج المنطقي الروحي أن الموت الذي دخل إلى العالم بخطية آدم ممكن أن يكون مقصورا علي الموت الروحي، وهو الانفصال عن الله، وتعدي على سلطان الله وقوانينه ومحبته؟ وأن هذا هو الشر الحقيقي وما الموت الجسدي إلا ضرورة وجدت مع الخليقة وفي غيابها لا وجود لحياة جديدة؟
هذا تساؤل و دعوة للتفكير و البحث و الصلاة.
نادر أسعد – يونيو ٢٠٢٣